- ربما الحياة ستصبح أفضل حينما نستعيد فطرتنا ؟، عندما ننام فى الليل ونستيقظ نهاراً , نشطاء سعداء مستقبلين نهار الصباح بمنتهى التفاؤل والسعادة؟.
نسيت حلاوة الضوء النهارى منذ زمن أنا.. نسيت كيف كُنت يوماً أصحو وأجد فى حلقى سعادة تبقى من فرح الليلة السابقة..، فأصبحت أرتب لصباحى أشياء جادة، بدلاً من ألأا يجد الفرح مكان فينتهز فرصته اليأس والحُزن، قد نشغل العقل بما يشغل عقول الجميع كى نبعده عن ما يحزنه هو وحده..
العمل .. ثم العمل .. ثم العمل..
فى بداية حياتى العملية. وأسقط كثيرا. وأرتفع أحياناً، وعملى يحتاجنى دائما نشطة، مولعة بالحياة، بالحديث، بالكلمات، بالأصوات بالصخب، بالابتسامات، بالضحكات، بالأضواء، بل يحب أن أبقى فى قلب الأضواء، وأنا أحب أن أعود إلى فطرتنى أحياناً، وأنسى عملى.. ويقوى قلبى على تركه.. رغم كل شئ.. عن أن ذلك لا يعود بالنفع بالمرّة..
نعود للنهار الذى لم أعد أشعر به...
والسماء التى لم أعد أنظر لها..
والشمس التى لم تعد توسع حدقات عينى فى الصبح حين أنظر لها...
والليل الذى لم يعد يصه إلى كلماتى فى الليل..
والنجوم.. والقمر... والسحاب.. والرمال.. والتراب.. فقدتهم فجأة جميعاً.. فقدت التأمل .. وفقدت الاتزان معه..
يقول يوسف زيدان فى كتاب وقع عليه بصرى ولم اشتريه..
أن الصوفية لها شروط، ومنها الصوم، والترفّع عن مُتع الدنيا.. أشعر أن لصوم أصبح بعيدأً عنّى.. اصبح الشّره هو عنوانى
- الشره فى النوم... وانت لا تستطيع الاستيقاظ ولو تذكرت أن الدنيا ستحرق إن لم تستيقظ..
الشره فى الابتعاد.. فى الصمت.. فى السكون.. فى الفقدان...فى الهدوء...فى الولع.. فى الغرق...فى كل شئ وفعل يمكن أن أشعر به..
أفقدنى الكثير ولا استطيع استعادة هذا الكثير...أفقدنى الهدوء النفسى..
أتذكر أننى أحيانا وأنا فى منزلى .. أشعر كأنى داخل عُلبة.. لم أخرج منها منذ استيقظت الى ان انام..وأن الهواء الذى يمر بجانب وجنتى ليس حقيقيّا.. لم يعد كالهواء الذى كان يمس خدّى حينما كُنت أقف بشرفة منزلنا وأنا فى الثالثة ثانوى أو إعدادى.. تُرى هل كان الهواء هو المختلف.. أم كنت أنا؟.
لا اعتقد اننى الآن بهذه الشفافية التى تجعل الهواء يمس دواخلى..
- لم أعد أفهم أين الحقيقة.. وأين الأصدق؟.. كل ما بالحياة لا يُريح بالقدر الكافى..سواء التزمت بالنوم فى موعدى كى استيقظ لعملى.. وأفتقد لحظات التجلّى المسائية.. أو سواء سهرت وفقدت القدرة على العمل فى الصباح.. كل شئ لديه مقابل.. الحياة عادلة جدا ولكن نحن نحتاج ان نكون مرنين مع ما تمررنا به..
هل نكون مرنين إذا تفاعلنا أم فوضوين؟
الفوضوية فى هذه الحالة ليست سهلة بالمرّة..
الفوضوية تعنى اللامبالاة، وأنت تنتبه لما يوجعك جيداً.. وتنتبه لما تفقده.. ولما لا تريد أن تفعله..
- أنا اشتاق للغرق فى بحور اللامعقول..واهمس بذلك فى أذن العالم الذى يدوى بداخلى.. أنا أشتاق لشئ.. أعلم أنه غير موجود.. وأعلم أنه لن يأتى الآن.. وأعلم أننى حبيسة كل هذا الألم.. ولن أنتعش إلا إذا تخلّصت من هذه الصخرة التى تجثم على قلبى.. أنا أحب ديانتى.. وقرآنى.. ولم أعد أحتمل.. الصراع..., وسأحتمل الصراع...مهما قلت ذلك..
الإله قد سمح لنا بالغفران عشرات المرّات.. ومئات.. وغفر لمن قتل وزنا.. وأنا لم أفعل كل ذلك.
أنا فقط.. أسمع الاغنيات بكثرة حينما أشعر بالاحتياج.. وامارس ما تعلمت أن أمارسه بالفطرة فى الفترة الاخيرة..
أنا اكره كل ما افعل.. اكره كل ما افعل بمعنى الكلمة.. ولا أود أن أصدم نفسى وأنهار لانى لن افعل شيئا بعد ذلك ان فعلت ذلك..
ولا اود ان اهدأ الهدوء البارد.. لأنه لن يفعل شييئا ايضا..
وأنا لست صاحبة انصاف الحلول.. ولا اقبل سوى التطرف....
وأنا أيضاً أشعر فى الفترة الأخيرة أننى غُلفت بالعماء.. فلم يعد يخترق جسدى سوى ما يستقبله العقل.. لم أعد أصدّق الحلم منذ غادرت نسج الخيال على الواقع.. منذ تركت الكتابة والرسم.. ورغم انى لم أكن مبدعة بهم.. ولكنهم كانوا رياضة روحيّة لىّ.. تزيل كل ما عُلق بى من قذارات العالم الشنيع...
الله .. تركنا فى هذا العالم.. كى نقاومه ونصل للبر الآخر بسلام.. فأنقذنى يا إلهى مما أسقطتنى به.. بداية من جسدى نهاية بكوكبى...
ينهشون فى الروح.. ولا يريدون الوصول بسلام.. رغم كل ما احاول ان اهديهم به.. لا يحبون السلام.. يحبون الزوال. قبل الوصول.. أنا مُرهقة.. ومعبّئة بالأحمال التى لا مفر ان تُحمل.. واحتاج لتصحيح مفاهيم لتلك الاحمال.. كى لا أشعر بها..من الممكن أن تكون خطيئتنا الكبرى بأنفسنا فى الحياة هى سوء فهمنا .. لأشياء قد تكون أبسط.. وقد يكون أفضل لو لم نفكر بها بهذه الطريقة فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق